نزلت سورة «النجم» بعد سورة «الإخلاص» ، وكان نزولها بعد الهجرة الأولى للحبشة، وكانت هذه الهجرة في السنة السابعة من البعثة. فلمّا نزلت هذه السورة أشيع كذبا أنه نزل فيها بعد قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهن لترتجى وأن قريشا أسلمت حين آمن النبي (ص) بشفاعة آلهتها في تلك الشائعة المفتراة، فرجع مهاجرو الحبشة حين أشيع ذلك بينهم، فرأوا أن قريشا لا تزال على كفرها، وبهذا تكون سورة النجم من السور التي نزلت فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أوّلها: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) وتبلغ آياتها اثنتين وستين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إثبات أن ما جاء به النبي (ص) من وحي الملائكة، وهذا يقتضي أن الملائكة عباد الله من وظيفتهم الوحي وغيره، فلهذا انتقل الكلام في هذه السورة من هذا الغرض الى إبطال بنوّتهم لله تعالى ولا شك في أن هذا الغرض يتصل بما جاء في السورة السابقة من زعمهم الباطل أن الرسول (ص) كاهن أو مجنون أو شاعر.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفني في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.