نزلت سورة «الحجرات» بعد سورة «المجادلة» ، ونزلت سورة «المجادلة» بعد سورة «المنافقون» ، ونزلت سورة «المنافقون» في غزوة بني المصطلق في السنة الخامسة من الهجرة، فيكون نزول سورة «الحجرات» فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٤) وتبلغ آياتها ثماني عشرة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إرشاد المؤمنين إلى بعض الآداب في حق الله والرسول، إلى آداب أخرى ذكرت فيها مع هذه الآداب. وقد حصل من المؤمنين في صلح الحديبية أن اعترضوا على بعض ما جاء فيه، وأنهم لم يبادروا الى امتثال أمر النبي (ص) لهم أن يحلقوا أو ينحروا ليتحلّلوا من عمرتهم، فجاءت سورة الحجرات عقب سورة «الفتح» التي ذكر فيها ذلك الصلح إرشادا للمؤمنين إلى تلك الآداب، حتى لا يعودوا الى ما وقع منهم من الاعتراض على النبي (ص) ، ومن عدم المبادرة الى امتثال أمره.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.