قال: خُشَّعاً [الآية ٧] بالنصب على الحال، أي يخرجون من الأجداث خشعا. وقرأ بعضهم (خاشعا) لأنها صفة مقدّمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها: خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ [القلم: ٤٣][والمعارج: ٤٤] .
وقال تعالى: فِي يَوْمِ نَحْسٍ [الآية ١٩] قرئت: (يوم نحس) على الصفة.
وقال سبحانه: أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ [الآية ٢٤] بنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام، وقد أسقط الفعل على شيء من سببه.
وقال تعالى: ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) بجعل المس يذاق في جواز الكلام، ويقال:«كيف وجدت طعم الضرب» ؟ وهذا مجاز.
وأما نصب «كلّ» ، ففي لغة من قال:
«عبد الله ضربته» وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت «كلّ» في لغة من رفع، ورفعت على وجه آخر.
وقال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بجعل دبر واحد للجماعة في اللفظ. ومثل ذلك قوله جل جلاله:
لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ [ابراهيم: ٤٣] .
وقال تعالى: وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) بجعل الخبر واحدا على الكل.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب، بيروت، غير مؤرّخ.