نزلت سورة النور بعد سورة الحشر، ونزلت سورة الحشر بين صلح الحديبية وغزوة تبوك، فيكون نزول سورة النور في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في الآية ٣٥ منها: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وتبلغ آياتها أربعا وستين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
غرض هذه السورة بيان بعض الأحكام العملية، التي تتعلق بحفظ الفروج والأعراض، كحكم الزنا والقذف والنظر، وغيره من الأحكام الآتية فيها، وقد جاء فيها، من الاستطراد، ما قصد به تنويع أسلوبها، على عادة القرآن، إذا أخذ في بيان هذه الأحكام.
وقد ذكرت هذه السورة بعد السورة السابقة، لأنها ابتدئت بذكر بعض أحكام الإيمان العملية، على سبيل الإجمال، وكان من ضمنها حفظ الفروج إلا على الأزواج أو نحوهم فجاءت هذه السورة بعدها، لتفصيل الأحكام المتعلّقة بحفظ الفروج والأعراض.
حكم الزّنا الآيات [١- ٣]
قال الله تعالى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.