نزلت سورة الملك بعد سورة الطّور، ونزلت سورة الطور بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الملك في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أولها: تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) .
وتبلغ آياتها ثلاثين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى، وقد جمع فيها بين دعوتهم بالدليل ودعوتهم بالترهيب والترغيب، فاتّصل سياقها بما ختمت به سورة التحريم من ترهيب المخالفين وترغيبهم وهذا هو وجه المناسبة بين السورتين.
الدعوة الى الإيمان بالله تعالى الآيات [١- ٣٠]
قال الله تعالى: تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) فذكر أنّ الملك بيده وحده، وأنه على كل شيء قدير، وأنه خلق الموت والحياة ليبلونا: أيّنا أحسن عملا، وأنه خلق سبع سماوات طباقا لا تفاوت في خلقها ولا فطور، وأنه زيّن السماء الدنيا بمصابيح من الكواكب وجعلها رجوما بالغيب لشياطين الإنس، وأعدّ لهم خاصّة عذاب السعير، وأعدّ
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.