للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول أهداف سورة «الملك» «١»

سورة الملك سورة مكية، آياتها ٣٠ آية، نزلت بعد سورة الطور.

لها من اسمها أكبر نصيب. إنها سورة تعرض بركات الله في هذه الدنيا، وقدرته العالية، وحكمته السامية: فهو الخالق الرزاق المهيمن، المدبّر الحكيم المبدع الذي أبدع كل شيء خلقه.

وتلفت السورة نظر الإنسان الى خلق الأرض، وخلق السماء والطير والرزق، والسمع والأبصار، والموت والحياة، والزرع والثمار، والماء والهواء والفضاء.

وتحثّ القلب على التفكير والتأمّل، والنظر في ملكوت السماوات والأرض، وتهيج فيه البحث والاستنباط ليصل بنفسه الى التعرف على قدرة الله وجلاله، وسابغ فضله على الناس أجمعين.

[مطلع السورة]

مطلع السورة مطلع جامع يهزّ القلب هزّا، وينبّه إلى بركات الله ونعمه وقدرته.

تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) .

وعن حقيقة الملك والقدرة، تتفرّع مختلف الصور التي عرضتها السورة، ومختلف الحركات المغيبة والظاهرة، التي نبّهت القلوب إليها.

«فمن الملك ومن القدرة كان خلق


(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤. [.....]