نزلت سورة «المؤمنون» بعد سورة الأنبياء، ونزلت سورة الأنبياء بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «المؤمنون» في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أوّلها قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢) وتبلغ آياتها ثماني عشرة ومائة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة بيان الشروط التي يفلح المؤمنون بها، وينصرون على أعدائهم، كما نصر الرسل وأتباعهم على أعدائهم من قبلهم. وقد اقتضى هذا ذكر أخبار بعض الرسل السابقين، وتذييلها بما يناسب الغرض من ذكرها. وقد جاء في سورة الحجّ الإذن في القتال للمؤمنين، ووعدهم بالنصر والفلاح في دنياهم وأخراهم، فجاءت هذه السورة بعدها، لبيان الشروط التي يتوقف عليها نصرهم وفلاحهم.
بيان شروط فلاح المؤمنين الآيات [١- ٢٢]
قال الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.