وقوله تعالى: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧) ، أي فرقا شتّى جمع عزة، وأصلها عزوة كأنّ كلّ فرقة، تعتزى إلى غير من تعتزي إليه الأخرى.
أقول: وهذا الجمع ممّا ألحق بجمع المذكر السالم، ولهذه الألفاظ الملحقة بهذا الجمع كالسنين والثبين والمئين وغيرها دلالة تاريخية، وهي أنّ هذا الجمع كان عامّا لا يتصل بالعلم المذكر العاقل ولا صفته.
٣- وقال تعالى: كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ.
وقوله تعالى: يُوفِضُونَ (٤٣) أي:
يسرعون إلى الداعي، مستبقين كما كانوا يستبقون إلى أنصابهم.
أقول: والفعل «أوفض» من الأفعال التي نجهلها في العربية المعاصرة.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، غير مؤرّخ.