قال الإمام فخر الدين: هي كالمقابلة قبلها، لأن السابقة وصف الله سبحانه فيها المنافقين بأربعة أمور: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة. وذكر في هذه السورة في مقابلة البخل: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) أي: الخير الكثير. وفي مقابلة ترك الصلاة: فَصَلِّ أي دم عليها. وفي مقابلة الرياء: لِرَبِّكَ. أي: لرضاه، لا للناس. وفي مقابلة منع الماعون:
وَانْحَرْ وأراد به: التّصدّق بلحوم الأضاحي. قال فاعتبر هذه المناسبة العجيبة.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية، ١٣٩٨ هـ: ١٩٧٨ م.