يبدأ القسم الثاني بالحديث عن الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرام، ويستنكر هذا الصّدّ عن المسجد الحرام الذي جعله الله للناس جميعا، يستوي في ذلك المقيمون به والطارئون عليه. وبهذه المناسبة يذكر طرفا من قصة بناء البيت، وتكليف إبراهيم (ع) أن يقيمه على التوحيد، وأن يطهّره من رجس الشرك، ويستطرد إلى بعض شعائر الحج وما وراءها من استجاشة مشاعر التقوى في القلوب، وهو الهدف المقصود، وينتهي هذا القسم بالإذن للمؤمنين في القتال، لحماية الشعائر والعبادات من العدوان الذي يقع على المؤمنين ولا جريرة لهم إلا أن يقولوا: ربّنا الله. ويستغرق هذا القسم الآيات:[٢٥- ٤١] .
[القسم الثالث:]
يبدأ القسم الثالث بعرض نماذج من تكذيب المكذبين من قبل، ومن مصارع المكذبين ومشاهد القرى المدمرة على الظالمين. وذلك لبيان سنة الله في الدّعوات، وتسلية الرسول (ص) عما يلقاه من صدّ وإعراض، وتطمين المسلمين بالعاقبة التي لا بد من أن تكون، كذلك يتضمن عرض طرف من كيد الشيطان للرسل والنبيين في دعوتهم، وتثبيت الله لدعوته، وإحكامه لآياته، حتى يستيقن بها المؤمنون، ويفتن بها الضّعاف والمستكبرون ويستغرق هذا القسم الآيات:[٤٢- ٥٩] .
[القسم الرابع:]
يتضمن القسم الرابع وعد الله بنصرة من وقع عليه البغي فقام يدفع عن نفسه العدوان، ويتبع هذا الوعد بعرض دلائل القدرة في صفحات الكون، وإلى جوارها يعرض صورة زرية لضعف الالهة التي يركن إليها المشركون، وينتهي هذا القسم وتنتهي السورة معه بنداء الذين آمنوا ليعبدوا ربهم، ويجاهدوا في الله حق جهاده، ويعتصموا بالله وحده، وهم ينهضون بتكاليف عقيدتهم العريقة منذ أيام إبراهيم الخليل (ع) ، ويستغرق هذا القسم الآيات:[٦٠- ٧٨] .
ومن هذا العرض نجد تعاقب موضوعات السورة وتناسقها في حلقات متساوية، تسلم كل حلقة للتي تليها،