إن قيل: لم قال تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) ولم يقل سبحانه رسول الله أو نبي الله، والمراد به النبي محمّد (ص) ؟
قلنا: لأنه (ص) ، لم يكن في ذلك المقام مرسلا إليهم، بل اتفق مرورهم به وجوازهم عليه فلو قال تعالى رسول الله، أو نبي الله، لأوهم ذلك قصد أداء الرسالة إليهم.
فإن قيل: لم قال تعالى: قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (٢٥) مع أن الأمد اسم للغاية، والغاية تكون زمانا قريبا وزمانا بعيدا، ويؤيده قوله تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٣٠)[آل عمران] ؟
قلنا: أراد بالقريب الحال، وبالمجعول له الأمد المؤجّل، سواء أكان الأجل قريبا أم بعيدا.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.