أبيّ بن خلف، حين جاء بعظم قد رمّ وبلي وصار ترابا، ثمّ ضغط عليه بيديه، ونفخ فيه فطار في الفضاء، ثمّ قال:«يا محمّد تزعم أنّ ربّك يبعث هذا بعد ما رمّ وبلي وصار ترابا» ، فقال له: النبي (ص)«نعم ويبعثك ويدخلك النار» ، قال تعالى:
«والقضايا المتعلّقة ببناء العقيدة، تتكرّر في السور المكّية، ولكنّها تعرض كلّ مرّة من زاوية معيّنة، تحت ضوء معيّن، مصحوبة بمؤثّرات تناسب جوّها، وتتناسق مع إيقاعها وصورها.
«وهذه المؤثرات منتزعة في هذه السورة من مشاهد القيامة، بصفة خاصة، ومن مشاهد القصة ومواقفها وحوارها، ومن مصارع الغابرين على مدار القرون، ثمّ من المشاهد الكونية الكثيرة، المتفرعة الموحية: مشهد الأرض الميتة تدب فيها الحياة، ومشهد الليل يسلخ منه النهار فإذا هو ظلام، ومشهد الشمس تجري لمستقرّ لها، ومشهد القمر يتدرّج في منازله حتّى يعود كالعرجون القديم، ومشهد الفلك المشحون يحمل ذرّية البشر الأوّلين، ومشهد الأنعام مسخّرة للادميين، ومشهد النطفة وتحوّلها في النهاية إلى إنسان فإذا هو خصيم مبين، ومشهد الشجر الأخضر تكمن فيه النار الّتي يوقدون» «٣» .
[فصول السورة]
يجري سياق السورة في عرض موضوعاتها في ثلاثة فصول:
١- رسالة ورسول
يستغرق الفصل الأول من السورة الآيات [١- ٢٩] ، ويبدأ بالقسم بالحرفين «يا سين» وبالقرآن الحكيم على صدق رسالة النبي (ص) ، وأنّه على صراط مستقيم، ثم يبيّن أنّ القرآن الكريم منزل من عند الله تعالى، لإنذار العرب الّذين لم ينذر آباؤهم من قبل فوقعوا فيما وقعوا من الغفلة، وحقّ العذاب على أكثرهم بسببها، وقد