قال تعالى: الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) أي: من بعد ما غلبوا. وقرأ بعضهم (غلبت) و (سيغلبون) لأنهم كانوا حين جاء الإسلام غلبوا ثم غلبوا حين كثر الإسلام.
وقال سبحانه: أَساؤُا السُّواى [الآية ١٠] ف «السّوأى» مصدر هاهنا مثل «التقوى» .
وقال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً [الآية ٢٤] فلم يذكر فيها (أن) لأنّ هذا يدل على المعنى. قال الشاعر [من الطويل وهو الشاهد السابع بعد المائة] :
الا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذّات هل أنت مخلدي
أراد: أن أحضر الوغى.
وقال تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ [الآية ٣٠] بالنّصب على الفعل، كأنّ السّياق «فطر الله تلك فطرة» .
وقال سبحانه: مُنِيبِينَ [الآية ٣١] على الحال لأنّه حينما قال فَأَقِمْ وَجْهَكَ [الآية ٣٠] قد أمره وأمر قومه، حتّى كأنّ السياق «فأقيموا وجوهكم منيبين» .
وقال تعالى: لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا [الآية ٣٤] فمعناه، والله أعلم، فعلوا ذلك ليكفروا. وإنّما أقبل عليهم، فقال «تمتّعوا» فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) وقرأ بعضهم: (فتمتّعوا فسوف يعلمون)
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب، بيروت، غير مؤرّخ.