ظهر لي في وجه اتّصالها: أنه تعالى لما ذكر حال الهمزة اللّمزة، الذي جمع مالا وعدّده وتعزّز بماله وتقوّى، عقّب ذلك بذكر قصّة أصحاب الفيل، الذين كانوا أشدّ منهم قوة، وأكثر أموالا وعتوّا، وقد جعل كيدهم في تضليل، وأهلكهم بأصغر الطير وأضعفه، وجعلهم كعصف مأكول، ولم يغن عنهم مالهم ولا عزّهم ولا شوكتهم، ولا فيلهم شيئا.
فمن كان تعزّزه وتقوّيه بالمال وحده، وهمز الناس بلسانه، يكون أقرب إلى الهلاك، وأدنى إلى الذّلّة والمهانة.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية، ١٣٩٨ هـ: ١٩٧٨ م.