والشرب إلى طلوع الفجر، إلى أن قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧) .
[تحريم الكسب الحرام الآية [١٨٨]]
ثم قال تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ [الآية ١٨٨] ، فحرّم أن يأكل بعضهم أموال بعض بالباطل، وأن يرشوا بها الحكام ليأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وهم يعلمون.
[حكم الأهلة الآية [١٨٩]]
ثم قال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [الآية ١٨٩] ، وقد سألوه عن الأهلّة ما بالها تبدو دقيقة كالخيط ثم تزيد حتّى تمتلئ وتستوي ثم تنقص حتّى تعود كما بدت؟ فأجابهم ببيان حكمها، وهو أنّها مواقيت للناس والحج، لأنه لم يبعث إليهم ليعلمهم مثل ذلك من علم الفلك ثم ضرب لسؤالهم مثلا من يأتي البيوت من ظهورها، وكنّى بهذا عن العدول عن الطريق الصحيح في السؤال ثمّ أمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها، ويتّقوه، لعلّهم يفلحون.
حكم القتال الآيات [١٩٠- ١٩٦]
ثم قال تعالى وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠) ، فأذن لهم في قتال من يقاتلهم، ونهاهم عن قتال من لم يقاتلهم، ثم أمرهم أن يقتلوا من أمروا بقتالهم في أي مكان وجدوهم فيه، ونهاهم أن يقاتلوهم عند المسجد الحرام إلّا إذا بدءوهم بالقتال، إلى أن ختم ذلك بأمرهم بالجهاد بأموالهم أيضا، فقال:
ثم قال تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [الآية ١٩٦] ، فذكر أحكام الحج والعمرة إلى أن أمرهم بذكر الله عند المشعر الحرام، ثم ذكر أنّ الذين يشهدون هذه المناسك: منهم كافر لا