سورة «الحديد» سورة مدنية آياتها ٢٩ آية، نزلت بعد سورة «الزّلزلة» .
[مطلع السورة]
بدأت السورة ببيان قدرة الله العلي القدير، فهو الخالق الرازق مالك الملك، ذو الجلال والإكرام. وهو سبحانه أول بلا ابتداء، وآخر بلا انتهاء، وظاهر في كلّ ما تراه العين من سماء وأرض وجبال وبحار، وباطن فلا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار.
وهو خالق الكون كلّه، القائم على حفظه، المهيمن على جميع أمره، المطّلع على خفايا النفوس، المحاسب على القليل والكثير، المجازي على الفتيل والقطمير.
«ولما كان مدار السورة على تحقيق الإيمان في القلب، وما ينبثق عن هذه الحقيقة من خشوع وتقوى، ومن خلوص وتجرّد، ومن بذل وتضحية، فقد سارت في إقرار هذه الحقيقة في النفوس على نسق مؤثّر، أشبه ما يكون بنسق السور المكّية، حافل بالمؤثرات، ذات الإيقاع الاسر، للقلب والحس والمشاعر.
«وكان مطلعها خاصة مجموعة إيقاعات بالغة التأثير، تواجه القلب البشري بمجموعة من صفات الله سبحانه، فيها تعريف به مع الإيحاء الاسر بالخلوص له، نتيجة للشعور بحقيقة الألوهية المتفرّدة، وسيطرتها المطلقة على الوجود، ورجعة كل شيء
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.