إن قيل: ما معنى وصف القرآن بالثّقل في قوله تعالى إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥) ؟
قلنا: فيه وجوه: أحدها أنه كان يثقل نزول الوحي على النبي (ص) ، حتّى يعرق عرقا شديدا في اليوم الشاتي.
الثاني: أن العمل بما فيه من التكاليف، ثقيل شاق. الثالث: ثقيل في الميزان يوم القيامة. الرابع: أنّه ثقيل على المنافقين. الخامس: أنه كلام له وزن ورجحان، كما يقال للرجل العاقل:
رزين راجح. السادس: أنه ليس بسفساف، لأن السفساف من الكلام يكون خفيفا.
فإن قيل: لم قال تعالى السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ [الآية ١٨] ولم يقل سبحانه منفطرة به، والسماء مؤنثة؟
قلنا: هو على النسبة: أي ذات انفطار. وقيل ذكّرت السماء على معنى السقف. وقيل معناه السماء شيء منفطر به. وقيل السماء تذكر وتؤنث.
فإن قيل: لم قال تعالى: وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [الآية ٢٠] ولم يقل تعالى أن لن تحصوهما:
أي لن تعرفوا تحقيق مقادير ساعات الليل والنهار؟
قلنا: الضمير عائد إلى مصدر، يقدّر معناه: لن تحصوا تقديرهما.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.