وقد اشتملت على تعظيم البلد الحرام، والرسول الأمين، وتكريم آدم وذريته، وبيان أن الإنسان خلق في معاناة ومشقة، في حمله وولادته ورسالته في الحياة، وحسابه في الآخرة.
وجابهت السورة أحد المشركين، وكشفت سوء أفعاله، ورسمت الطريق الأمثل للوصول إلى رضوان الله.
[مع آيات السورة]
[الآية ١] : لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) : أقسم الله عزّ وجل بمكّة، وفيها البيت الحرام والكعبة، وعندها قبلة المسلمين، وفيها زمزم والمقام، والأمن والأمان، قال تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة/ ٩٧] . معنى قياما: قواما، أي يقوم عندها أمر الدين، حيث يقدم الحجيج فيطوفون ويسعون، ويؤدّون المناسك، ويشاهدون مهبط الوحي، ويصير الرجل آمنا بدخوله الحرم:
وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً [آل عمران/ ٩٧] .
وقد ذكر القرآن تكريم مكّة في آيات كثيرة، فقد ولد بها النبي (ص) ، وبدأ بها نزول الوحي، ومنها انبثق فجر الإسلام، وإليها يحجّ الناس، قال تعالى:
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.