(١٥) ، استعارة. والمراد، والله أعلم، أن الإنسان حجة على نفسه في يوم القيامة، وشاهد عليها بما اقترفت من ذنب، واحتملت من وزر. وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
(١٥)(وإن ألقى معاذيره) . أي هو، وإن تعلّق بالمعاذير، ولفّق الأقاويل، شاهد على نفسه بما يوجب العقاب، ويجرّ النكال.
وقال الكسائي: المعنى: بل على نفس الإنسان بصيرة. فجاء على التقديم والتأخير. أي عليه من الملائكة رقيب يرقبه، وحافظ يحفظ عمله.
وقال أبو عبيدة: جاءت هذه الهاء في بصيرة، والموصوف بها مذكّر، كما جاءت في علّامة، ونسّابة، ورواية، وطاغية. والمراد بها المبالغة في المعنى الذي وقع الوصف به.
ووجه المبالغة في صفة الملك المحصي لأعمال المكلّف بأنه بصيرة، أنّ ذلك الملك يتجاوز علم الظواهر إلى علم السرائر، بما جعل الله تعالى له على ذلك من الأدلة، وأعطاه من أسباب المعرفة. فهو، للعلة التي ذكرناها، يوفي على كل رقيب حافظ، ومراع ملاحظ.
والتأويل الاخر يخرج به الكلام عن حيّز الاستعارة. وهو أن تكون المعاذير هاهنا من أسماء السّتور، لأن أهل اليمن يسمّون السّتر بالمعذار، فكأن المراد أن الإنسان رقيب على نفسه، وعالم
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي، تحقيق محمد عبد الغني حسن، دار مكتبة الحياة، بيروت، غير مؤرّخ.