بردا وسلاما على إبراهيم (ع) ، وأنقذ يوسف (ع) من الجبّ ومن السجن، واستجاب دعاء يونس (ع) في بطن الحوت، وآزر موسى (ع) في طريقه إلى فرعون، وأنزل رحمته بأصحاب الكهف وحفظهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، وشملت رحمة الله محمدا (ص) في الهجرة، وهو طريد:
وإذا أمسك الله رحمته عن عبد، فلن ينفعه مال ولا رجال. وإذا استقرّ اليقين في القلب، تنبّه إلى كيد الشّيطان وفنّه فالمؤمن يعلم أن الشيطان عدوّ لنا يزيّن لنا الشّرّ ليوقعنا في المعصية، فمن أطاع الشيطان زيّن له سوء عمله فرآه حسنا، ووقع في الضلال، ومن يضلل الله فما له من هاد.
٢- آيات الله في الكون
في الآيات [٩- ١٥] نلحظ القدرة الإلهيّة، في نفس الإنسان وفي صفحة الكون، وفي الرياح يسوقها الله، ثمّ تثير السحب فتسوقها يد القدرة مطرا يحيي الأرض بعد موتها، وكذلك البعث والحياة بعد الموت. والله خالق الإنسان وبيده رعايته في مراحل تكوينه، وتخليقه في بطن أمّه، ثمّ رعايته وليدا وناشئا وزوجا، وهو عليم بمن يموت مبكرا، إنّ ذلك على الله يسير.
وتمتدّ قدرة الله سبحانه إلى كلّ مظهر من مظاهر الوجود، فتراها في مشهد البحرين المتميّزين أحدهما عذب فرات، والاخر ملح أجاج وفيهما من نعم الله على النّاس ما يقتضي الشكر والعرفان.
وفي مشهد الليل والنهار، يتداخلان ويطولان ويقصران، دليل على التقدير والتدبير، وكذلك مشهد الشمس والقمر، مسخّرين بهذا النظام الدقيق.
هذه آثار قدرة الله جلّ وعلا، والّذين يدعون من دونه لا يسمعون ولا يستجيبون، ويوم القيامة يتبوّءون من عبادهم الضّلال. ولا يخبر بهذه الحقائق مثل الإله الخبير.
٣- الله غني عن عبادتنا
في الآيات [١٥- ٢٦] بيان لحقيقة أساسيّة، هي أن الله جلّ جلاله غنيّ عن عبادتنا، فلا تنفعه طاعتنا، ولا