نزلت سورة الماعون بعد سورة التكاثر، ونزلت سورة التكاثر فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة الماعون في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في آخرها: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (٧) . والماعون هو الزكاة.
وقيل العارية، وقيل ما لا يحلّ منعه مثل الماء والملح والنار وأشباه ذلك، وتبلغ آياتها سبع آيات.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة ذم البخل بالمال، وبيان أنه لا فائدة معه في الصلاة، وبهذا تشبه هذه السورة ما قبلها من السور في سياقها، وهذا هو وجه ذكرها بعد سورة قريش.
ذم البخل بالمال الآيات [١- ٧]
قال الله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) ، فسأل بهذا عن الذي يكذّب بالدّين، وأجاب بأنه الذي يدعّ اليتيم أي يدفعه بعنف وجفوة عن حقّه، أو يترك مواساته، ولا يحضّ على طعام المساكين، ثمّ هدد من يصلّي مع هذا الإثم، وذكر أنهم بصلاتهم يراءون وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (٧) .
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.