نزلت سورة الروم بعد سورة الانشقاق، وكان نزول سورة الروم في السنة التي هزمهم الفرس فيها، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة، فتكون من السور التي نزلت فيما بين الإسراء والهجرة إلى المدينة.
وقد سمّيت هذه السور بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) وتبلغ آياتها ستّين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة تسلية المؤمنين فيما يصيبهم من أذى المشركين، كشماتتهم بهم حين انتصر الفرس على الرّوم، وذلك بوعدهم بنصر الرّوم على الفرس في الدّنيا، وبيان ما يكون من حالهم وحال أعدائهم في الاخرة وقد جاء هذا الغرض فيها على قسمين: أوّلهما في تسلية المؤمنين بوعدهم بنصر الروم على الفرس، وما إلى هذا ممّا ذكر فيه، وثانيهما في بيان بعض ما يثبّتهم ويهوّن عليهم ما يلقونه من أعدائهم.
وقد جاءت هذه السورة بعد سورة العنكبوت لأنّ المسلمين وعدوا فيها بالنصر على المشركين، فجاءت هذه السورة بعدها، وفي أولها وعده سبحانه بنصر الروم على الفرس، ليكون مقدّمة لتحقيق وعده جل جلاله للمسلمين، لأنّ الروم كانوا أهل كتاب، وكانوا
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.