[الآيات ٣٩- ٤١] : لقد خلقوا من ماء مهين، وهم يعلمون أصل خلقتهم والله سبحانه قادر على أن يخلق خيرا منهم، وهم لا يسبقونه ولا يفوتونه، ولا يهربون من مصيرهم المحتوم.
ثم تتجه الآيتان ٤٢ و ٤٣ في الختام، الى وعيدهم وتهديدهم بيوم الجزاء، يوم يخرجون من القبور مسرعين، كأنّما هم ذاهبون الى نصب يعبدونه، وهم يُوفِضُونَ أي يسرعون.
وترسم الآية الأخيرة [الآية ٤٤] سماتهم، وتلمح صورة ذليلة عانية، في ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون به، فيستريبون فيه ويشكّون.
[مجمل ما تضمنته السورة]
«بيان جزاء الكافر في استعجال العذاب، وطول القيامة وهولها، وشغل الخلائق في ذلك اليوم المهيب، وتصوير النفس البشرية في السرّاء والضرّاء، وبيان محافظة المؤمنين على خصال الخير، وطمع الكفار في غير مطمع، وذلّ الكافرين يوم القيامة»«٤» في قوله تعالى: خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤) .
(٤) . بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي ١: ٤٨٠، بتصرف.