قلنا إِنْ كُلُّ نَفْسٍ [الآية ٤] . فإن بمعنى ما. ولمّا بالتشديد بمعنى: إلا فيكون المعنى ما كل نفس إلّا عليها حافظ ولما بالتخفيف ما فيه زائدة، وإن هي المخففة من الثقيلة، فيكون المعنى إن كل نفس لعليها حافظ.
فإن قيل: ما وجه ارتباط قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ [الآية ٥] بما قبله؟
قلنا: وجهه أنه لما ذكر سبحانه أنّ على كل نفس حافظا أتبعه بوصية الإنسان بالنظر في أوّل أمره ونشأته الأولى، ليعلم أنّ من أنشأه قادر على إعادته ومجازاته، فيعمل ليوم الإعادة والجزاء، فلا يملى على حافظه إلّا ما يسرّه في عاقبته.
فإن قيل: ما الحكمة في الجمع بين مهّل و «أمهل» ومعناهما واحد؟
قلنا: التأكيد، وإنما خولف بين اللفظين طلبا للخفّة.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.