للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «التكاثر» «١»

[تاريخ نزولها ووجه تسميتها]

نزلت سورة التّكاثر بعد سورة الكوثر، ونزلت سورة الكوثر بعد سورة العاديات، ونزلت سورة العاديات فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة التكاثر في ذلك التاريخ أيضا.

وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) وتبلغ آياتها ثماني آيات.

[الغرض منها وترتيبها]

الغرض من هذه السورة تحريم التفاخر بالأموال والأولاد، وبيان أنّ هذا التفاخر هو الذي ألهى قريشا عن قبول الدعوة، وبهذا تكون هذه السورة في سياق الترهيب، وهو من سياق السورة السابقة، وهذا هو وجه المناسبة في ذكر هذه السورة بعدها.

تحريم التفاخر الآيات [١- ٨]

قال الله تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) فوبّخهم على إلهاء التفاخر بالأموال والأولاد لهم عن قبول الدعوة، ثم هدّدهم بأنهم سوف يعلمون ما يعاقبون به، وذكر أنهم لو يعلمون ذلك يقينا لرأوه الجحيم، ثم هدّدهم بأنّهم سيرونها عين اليقين:

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨) .


(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.