نزلت سورة لقمان بعد سورة الصّافّات، وهي من السور الّتي نزلت في مكّة بعد الإسراء، فيكون نزول سورة لقمان بعد الإسراء وقبيل الهجرة.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود قصّة لقمان فيها، وكان من الحكماء الأقدمين ولم يرد اسم حكيم غيره في القرآن الكريم، وتبلغ آياتها أربعا وثلاثين آية.
[الغرض منه وترتيبها]
الغرض من هذه السورة بيان الموافقة بين ما جاء به القرآن من الحكمة المنزلة، وما جاء به لقمان الحكيم من الحكمة المأثورة عنه، إذ كان يدعو فيها كما يدعو القرآن إلى الإيمان بالله وحده، ويأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن الفواحش، وقد جاء هذا الغرض في هذه السّورة على ثلاثة أقسام: أوّلها في التنويه بحكمة القرآن، وثانيها في بيان شيء من حكمة لقمان، وثالثها في دعوة المشركين إلى الإيمان بما اتّفقت عليه الحكمة المنزلة والحكمة المأثورة عن الحكماء.
والمقصود من هذا تسلية النبي (ص) ببيان فضل ما أنزل إليه من هذه النّاحية، ليعلم أنّ قومه لا يخالفون ما جاء به هو وغيره من الأنبياء فقط، بل يخالفون ما جاء به لقمان وغيره من
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.