نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ كنمط التركيب في قولهم: برمة أعشار، وبرد أكياش فقد وصف المفرد بهذه الصفات على «أفعال» ، فقالوا: هي ألفاظ مفردة غير جموع. على أنه سمع «مشج» مفرد أمشاج.
أقول: والمعنى يشرب منها، ولا عبرة لما قيل ب «التضمين» أي: إن الباء تضمنت معنى «من» ، وذلك لأن كلام الله جرى على لغة العرب، والعرب قد تصرفت بلغتها تصرفا واسعا. ولله حكمة بالغة في وضع كلامه على هيئة لم يدركها البشر.
أقول: من أجل حسن الأداء وتناسب الفواصل جاءت قَوارِيرَا (١٥) بالمد الناجم عن سقوط التنوين المفترض، فإذا ذهب السبب عادت «قوارير» غير ممدودة.
ومن أجل شيء آخر وردت (سلاسلا) على الصورة التي جاءت عليها «قواريرا» في قوله تعالى: إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً (٤) .
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي، مؤسسة الرسالة، بيروت، غير مؤرّخ.