وصنعه الله على عينه وهيّأه للرسالة وإذا أراد الله أمرا هيّأ له الأسباب، ثمّ قال له: كن فيكون.
[قارون]
ذكرت سورة القصص، قصة موسى (ع) في بدايتها، وقصة قارون في نهايتها، والهدف واحد: فقصة فرعون تمثّل طغيان الملك، وقصة قارون تمثّل طغيان المال.
كان قارون من قوم موسى (ع) ، وكان غنيّا ذا قدرة ومعرفة، وأوتي من المال ما إنّ مفاتحه لتنوء بها العصبة من الرجال الأقوياء، وخرج على قومه في زينته وأبّهته، ليكسر قلوب الفقراء ونصحه قومه بالاعتدال، وإخراج الزكاة، والإحسان إلى الناس، والابتعاد عن الفساد.
فزادته النصيحة تيها وعلوّا، وخرج يباهي النّاس بماله وكنوزه، ثمّ تدخّلت يد القدرة الإلهية، فخسفت به وبداره الأرض، ولم يغن عنه ماله ولا علمه.
وهكذا تكون عاقبة الظالمين. وكما غرق فرعون في البحر، هلك قارون خسفا في الأرض، ولا تزال بحيرة قارون، تذكّر الناس بنهاية الظالمين، قال تعالى:
تهدف سورة القصص، إلى إثبات قدرة الله تعالى، ورعايته للمؤمنين فهو، سبحانه، الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، المتفرّد بالحكم والقضاء، قد آزر موسى وحيدا، فريدا، طريدا، ونجّاه من بطش فرعون، وأغرق فرعون وجنوده، كما أهلك قارون وقومه.
وبين القصّتين نجد الآيات [٤٤- ٧٥] تعقّب على قصة موسى (ع) ، وتبيّن أين يكون الأمن، وأين تكون المخافة. وتجول مع المشركين، الذين يواجهون دعوة الإسلام بالشرك والإنكار والمعاذير، تجول معهم