وفي كتب السنّة، ما يفيد أن السورة من أوائل ما نزل من القرآن الكريم فقد كان (ص) يعيش بين قومه في الجاهلية، ثم حبّب الله اليه الخلوة، ليتأمّل في ملكوت السماوات والأرض، وليعدّ الله هذه النفس الطيّبة لتحمّل أعباء الرسالة. ثم فجأه الوحي وهو في غار حراء، قال له جبريل:
اقرأ، قال النبي (ص) ما أنا بقارئ، ثلاث مرات، فقال جبريل، كما ورد في التنزيل: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥)[العلق] .
وقد عاد النبي (ص) إلى خديجة رضي الله عنها وأخبرها الخبر، فقالت له:«أبشر يا ابن عمّ واثبت، فو الذي نفس خديجة بيده، إني لأرجو أن تكون نبيّ هذه الأمة» .
ثم فتر الوحي مدة عن النبي (ص) ، إلى أن كان بالجبل مرة أخرى، فنظر فإذا جبريل، فأدركته منه رجفة، حتى جثا وهوى إلى الأرض وانطلق إلى
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.