وهذه استعارة لأن لقاء الله سبحانه على الحقيقة، لا يصحّ، وإنما المراد لقاء حسابه، ولقاء جزائه وثوابه، أو لقاء الوقت، الذي جعله سبحانه وقت توفية الجزاء، على أعمال العاملين، وتوفير الأعواض على المعوّضين، وعلى ذلك قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (٤٦)[البقرة] . وكلّ ما ورد في القرآن من ذكر لقاء الله تعالى، فالمراد به المعنى الذي ذكرناه والله أعلم ومن كلام العرب:
لقينا خيرا ولقينا شرّا، وليس شيء من ذلك ممّا يرى بعين، ولا يواجه بوجه، وإنّما المراد أصابنا هذا، وأصابنا هذا.
وهذه استعارة، والمراد أنّكم خلقتم من الأصنام صورا، أي قدّرتموها على اختياراتكم وأصل الخلق التقدير، ثمّ جعلتموها آلهة تعبدونها والإله المعبود، إنّما هو الخالق لا المخلوق، والصانع لا المصنوع فكأنّه سبحانه قال: إنّكم جعلتم كذبا من الإله تعبدونه من دون الله، والإفك هاهنا هو الكذب، وقال بعضهم معنى تخلقون إفكا أي تصنعون الكذب، على مواقع
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي، تحقيق محمد عبد الغني حسن، دار مكتبة الحياة، بيروت، غير مؤرّخ.