نزلت سورة السجدة بعد سورة غافر، وقد نزلت سورة غافر بعد الإسراء قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة السجدة في ذلك التاريخ أيضا.
وسمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في الآية ١٥ منها: إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥) .
وهي من الآيات الّتي تحسن السجدة عند قراءتها، وتبلغ آياتها ثلاثين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إثبات تنزيل القرآن، وهو قريب من الغرض الّذي يقصد من السورة السابقة، ولهذا ذكرت هذه السورة بعدها وهذا، إلى أنّها تشبهها في ما جاء فيها، من حثّ المؤمنين على الصبر على أذى المشركين، ومن وعدهم بأن يجازوا على صبرهم كما جوزي الصابرون من بنى إسرائيل قبلهم، وقد جاء ذلك الغرض فيها على قسمين: أوّلهما في إثبات تنزيل القرآن، وبيان عاقبة من آمن به، ومن كذّب به في الاخرة والدنيا وثانيهما في تأييد ذلك، بما لا يمكن إنكاره من فطرة العقل، وبما حصل لمن آمن بالتوراة من بني إسرائيل من رفعة شأنهم، وجعلهم أئمّة في الدنيا، يهدون بأمر الله تعالى.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.