إن قيل: لم ذكره الله تعالى بكنيته دون اسمه، مع أن ذلك إكرام واحترام؟
قلنا: فيه وجوه: أحدها أنه يجوز أنه لم يعرف له اسم، ولم يشتهر إلّا بكنيته، فذكره بما اشتهر به، لزيادة تشهيره بدعوة السوء عليه. الثاني أنّه نقل أنه اسمه عبد العزّى، وهو كان عبد الله لا عبد العزّى، فلو ذكره باسمه لكان خلاف الواقع. الثالث: أنّه ذكره بكنيته لموافقة حاله لكنيته، فإنّ مصيره إلى النار ذات اللهب، وإنّما كنّي بذلك لتلهّب وجنتيه وإشراقهما.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.