سورة «المنافقون» سورة مدنيّة، آياتها ١١ آية نزلت بعد سورة الحج.
النفاق هو إظهار الإسلام أمام المسلمين، وإضمار غير الإسلام.
والنفق بفتحتين سرب في الأرض يكون له مخرج من موضع آخر، ونافق اليربوع إذا أتى النّافقاء، أي دخل من مكان وخرج من مكان، ومنه قيل «نافق الرجل» إذا دخل في الإسلام أمام المسلمين، ودخل في عداوة الإسلام أمام غير المسلمين.
والنفاق قسمان: القسم الأول: نفاق العقيدة، وهو إظهار الإيمان وإخفاء الكفر.
والقسم الثاني: نفاق العمل، وهو الرياء والسمعة والتظاهر وإبراز الأمور على غير حقيقتها.
[النفاق في المدينة]
لم يظهر النفاق في مكّة، لأن المسلمين كانوا مستضعفين، وكان أهل مكة يعلنون لهم العداء، ويجابهونهم بالإيذاء. ثمّ هاجر النبيّ (ص) إلى المدينة، والتفّ حوله الأنصار والمهاجرون، وقويت شوكته بوحدة المسلمين وتماسكهم، وظلّ الإسلام يتفوّق يوما بعد يوم، ويدخل فيه وجوه أهل المدينة من رجال الأوس والخزرج ووجهائهم وأهل العصبية فيهم عندئذ رأى بعض المنافقين أن يدخلوا في
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.