ويرى بعض المفسّرين أنّ الآية تخبر عن الأحداث الكونية المقبلة، فعند قيام الساعة ستنشق الأرض والسماوات كما قال سبحانه إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١)[الانشقاق] . كما ينشق القمر وينفصل بعضه عن بعض، وتتناثر النجوم، وتبدّل الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات.
[سياق السورة وافكارها]
في الآيات [١- ٨] وصف لجحود الكافرين، وعدم إيمانهم بالقرآن، وانصرافهم عنه إلى الهوى والبهتان.
وفي الآيات تهديد ووعيد لهؤلاء المشركين بيوم الجزاء، فهم يخرجون من قبورهم خاشعين من الذل، في حالة سيئة من الرعب والهول، فيسرعون الخطى ليوم الحشر كأنهم جراد منتشر، وقد أسقط في أيديهم، فيقول الكافرون هذا يوم صعب عسر.
[خمس حلقات من مصارع المكذبين]
الآيات [٩- ٤٢] تشتمل على عرض سريع لمصارع قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط، وفرعون وملئه، وكلّها موضوعات سبقت في سور مكّية ولكنها تعرض في هذه السورة عرضا خاصّا، يحيلها جديدة كلّ الجدّة، فهي تعرض عنيفة عاصفة، وحاسمة قاصمة يفيض منها الهول، ويتناثر حولها الرعب ويظللها الدمار والفزع.
وأخصّ ما يميزها في سياق السورة، أنّ كلّا منها يمثل حلقة عذاب رهيبة سريعة لاهثة مكروبة، يشهدها المكذّبون، وكأنّما يشهدون أنفسهم فيها، ويحسّون إيقاعات سياطها فإذا انتهت الحلقة وبدءوا يستردّون أنفاسهم اللاهثة المكروبة، عاجلتهم حلقة جديدة أشدّ هولا ورعبا، حتّى تنتهي الحلقات الخمس في هذا الجو المفزع الخانق.