الأولى قصّة زكريّا وابنه يحيى، وقد سبق ورودها في سورة آل عمران، وهي تخالف ما سبق منها في أسلوبها وسياقها وما فيها من زيادة ونقص، وقد ختمت بقوله تعالى في يحيى: وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا
(١٥) .
والثانية قصّة مريم وابنها عيسى، وقد سبقت أيضا في سورة آل عمران، وهي تخالف ما سبق منها في أسلوبها وسياقها، وما فيها من زيادة ونقص وقد ذكر سبحانه أن ما قصّه فيها من أنّ عيسى عبده لا ابنه، هو الحقّ وأمرهم تعالى أن يعبدوه وحده ولا يتّخذوا له شريكا من ولد أو غيره، ثم أوعدهم على ذلك بما أوعدهم به، وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٤٠) .
والثالثة قصة إبراهيم مع أبيه، وقد سبقت في سورة الأنعام، وهي تخالف ما سبق من جهة أسلوبها وسياقها وما فيها من زيادة ونقص، وقد ذكر في آخرها أنه حين اعتزل قومه وما يعبدون من دونه وهب له سبحانه، إسحاق ويعقوب، وكلّا جعله نبيّا: وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (٥٠) .
والرابعة قصّة موسى، وقد ذكر فيها أنه كان مخلصا وكان رسولا نبيّا، وأنه ناداه من جانب الطور الأيمن، وقرّبه نجيّا: وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا (٥٣) .
والخامسة قصّة إسماعيل، وقد ذكر فيها أنه كان صادق الوعد، وكان رسولا نبيّا وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥) .
والسادسة قصّة إدريس، وقد ذكر فيها أنه كان صديقا نبيّا، وأنّه رفعه مكانا عليّا.
ثم أثنى عليهم عموما، بعد أن أثنى على كل واحد بخصوصه، فقال جلّ وعلا أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (٥٨) .