المبحث السادس لكل سؤال جواب في سورة «المطفّفين»«١»
إن قيل: لم لم يقل الله تعالى إذا اكتالوا أو اتّزنوا على الناس يستوفون كما قال سبحانه في مقابلة وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) .
قلنا: لأنّ المطفّفين كانت عادتهم، أنهم لا يأخذون ما يكال وما يوزن إلّا بالمكيال، لأن استيفاء الزيادة بالمكيال كان أمكن لهم، وأهون عليهم منه بالميزان، وإذا أعطوا كالوا أو وزنوا لتمكّنهم من البخس فيهما.
فإن قيل: لم فسّر سبحانه وتعالى «سجّينا» بكتاب مرقوم، فقال تعالى:
وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وكذا فسّر تعالى «علّيّين» به، مع أن سجّينا اسم للأرض السابعة، وهو فعّيل من السجن وعلّيّين اسم للجنة أو لأعلى الأمكنة، أو للسماء السابعة، أو لسدرة المنتهى؟
قلنا: قوله تعالى: كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وصف معنوي لكتاب الفجّار ولكتاب الأبرار لا تفسير لسجّين ولعلّيّين، تقديره: وهو كتاب مرقوم.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ. [.....]