سورة المعارج سورة مكية، آياتها ٤٤ آية، نزلت بعد سورة الحاقّة.
تبدأ السورة بمطلع متميّز، وهو سؤال طرحه أحد الكافرين عن يوم القيامة، سؤال تهكّم او استعجال لهذا اليوم.
وفي الإجابة عن هذا السؤال، وصفت السورة يوم القيامة وألوان الهوان النفسي والحسّي الذي يصيب الكافرين فيه، ثم وصفت هلع الإنسان وجزعه، واستثنت المؤمنين الموصولين بالله تعالى، فهم في يقين ثابت، وأدب كريم.
[تنوع أساليب القرآن]
سورة المعارج جولة من جولات المعركة الطويلة الشّاقّة، التي خاضها القرآن في داخل النفس البشرية، وخلال دروبها ومنحنياتها، ورواسبها وركامها، وهي أضخم وأشقّ من المعارك الحربية.
لقد سلك القرآن الكريم كل سبيل، ليصل الى نفوس المشركين ويقنع الجاحدين، ويثبّت المؤمنين وقد لوّن القرآن في طرق الهداية والدعوة، ومواجهة النفوس الجامحة.
«فتارة يواجهها بما يشبه الطوفان الغامر، من الدلائل الموحية والمؤثّرات الجارفة وتارة يواجهها بما يشبه السياط اللاذعة وتارة يواجهها بما يشبه المناجاة الحبيبة، والمسارّة الودود، التي تهفو لها المشاعر وتأنس
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.