للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «الفرقان» «١»

[تاريخ نزولها ووجه تسميتها]

نزلت سورة الفرقان بعد سورة يس، ونزلت سورة يس بعد سورة الجن، وكان نزول سورة الجن في رجوع النبي (ص) من الطائف، وكان قد سافر إليها في السنة العاشرة من بعثته، فيكون نزول سورة الفرقان في السنة نفسها، وتكون من السّور التي نزلت بين الهجرة إلى الحبشة وبين الإسراء.

وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (١) .

[الغرض منها وترتيبها]

ترمي هذه السورة إلى بيان الغرض من نزول القرآن، وهو أن يكون نذيرا للعالمين، والكلام فيها على هذا الغرض ينقسم إلى قسمين: أوّلهما في دفع ما أوردوه عليه من شبه وتأييده بما وقع قبله من النّذر الأولى، وثانيهما في بيان عدم تأثّرهم بذلك لتكبّرهم وجهلهم.

وقد ختمت السورة السابقة بتحذير المخالفين أن يصيبهم فتنة أو عذاب أليم، وهذا يناسب ما ابتدئت به هذه السورة من الإنذار والتحذير.


(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.