نزلت سورة هود بعد سورة يونس، ونزلت سورة يونس بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة هود في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لذكر قصة هود فيها، وتبلغ آياتها ثلاثا وعشرين ومائة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
يقصد من هذه السورة إثبات تنزيل القرآن مثل سورة يونس، ولهذا ذكرت بعدها لتكمل الغرض منها، ولتستوفي جانب القصص الذي ذكر فيها، وقد ابتدأت بإثبات تنزيل القرآن بالتنويه بشأنه وبيان حاجتهم إليه، وبتحدّيهم به كما تحدّوا به في سورة يونس، ثم انتقل من هذا الى القصص لتثبيت النبي (ص) على تكذيبهم له، ثم ختمت بما يناسب هذا السياق فيها.
إثبات تنزيل القرآن الآيات [١- ٢٤]
قال الله تعالى: الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) ، فأقسم بهذه الحروف انه كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت فصولا:
حلالا وحراما، ترغيبا وترهيبا، ونحو ذلك، وأنه أنزله كذلك ليعبدوه، ويستغفروه ويتوبوا إليه. ليمتعهم متاعا
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفني في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.