إن قيل: لم قال الله تعالى: كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (٣) ولم يسبق ضرب مثل؟
قلنا: معناه كذلك يبيّن الله للناس أمثال حسنات المؤمنين وسيئات الكافرين، وقيل أراد به أنه جعل اتباع الباطل مثلا لعمل الكفّار، واتّباع الحق مثلا لعمل المؤمنين، أو أنه جعل الإضلال مثلا لخيبة الكفّار، وتكفير السيئات مثلا لفوز المؤمنين.
فإن قيل: لم قال تعالى في حق الشهداء بعد ما قتلوا في سبيل الله:
سَيَهْدِيهِمْ [الآية ٥] والهداية إنما تكون قبل الموت لا بعده؟
قلنا: معناه سيهديهم إلى محاجّة منكر ونكير. وقيل سيهديهم يوم القيامة إلى طريق الجنة.