نزلت سورة «الذاريات» بعد سورة «الأحقاف» ، ونزلت سورة «الأحقاف» بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «الذاريات» في ذلك التاريخ أيضا. وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها:
وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) وتبلغ آياتها ستين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بعذاب الدنيا والاخرة، وقد أخذوا فيها بالدليل، ومرّة بالترهيب، كما أخذوا بذلك في السورة السابقة، ولهذا جمع بينهما في الذكر، وجاء ترتيب هذه السورة بعد سابقتها.
إثبات الإنذار بالعذاب الآيات [١- ٦٠]
قال الله تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢) فَالْجارِياتِ يُسْراً (٣) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (٤) إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) فأقسم بهذا على أن ما يوعدون به من العذاب إن لم يؤمنوا به لصادق ثم أقسم، جلّ وعلا، بالسماء ذات الحبك على أن قولهم في إنكاره مختلف تناقضه أفعالهم، لأنهم كانوا يربطون الركائب عند قبور الأكابر ليركبوها عند حشرهم، ثم أوعدهم على هذا بما أوعدهم به ثم ذكر أنهم يسألون عن
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.