فإذا اقتربت السورة من نهايتها، وصفت عباد الرحمن بالتواضع، وقيام الليل، والاقتصاد في النفقة، والاحتراز من الشرك والزّنى، وقتل النفس وتذكر فضل التوبة ومنزلة التائبين عند الله، وتختم السورة بتصوير هوان البشرية على الله لولا تلك القلوب المؤمنة التي تلتجئ إليه وتدعوه:
رغم أن الخط الأساسي لسورة الفرقان هو العناية بالرسول (ص) ، ومسح آلام الحزن عنه، وتثبيت قلبه، إلا انه يمكن أن نقسم هذه السورة إلى أربع فقرات أو أربعة موضوعات متمايزة:
[الموضوع الأول:]
بدأ الموضوع الأول من سورة الفرقان بتسبيح الله سبحانه وحمده على تنزيل هذا القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وبتوحيد الله المالك لما في السماوات والأرض، المدبّر للكون بحكمة وتقدير، ونفي الولد والشريك. ثم شرع في ذكر ما أورده الكفار من شبه، فذكر شبهتهم الأولى: