(٢) . قال تعالى هنا: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ [الآية ٣] الى وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [الآية ٥] . أمّا في البقرة فلم يكن هذا التفصيل، إذ قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ [البقرة/ ١٧٢] . ثم قال: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [البقرة/ ١٧٣] . [.....] (٣) . في البقرة: يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ [البقرة/ ١٦٨] . (٤) . من دلائل الترتيب أنه قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى في [البقرة/ ١٧٨] . ثم زاده بيانا في السورة نفسها فقال: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ [البقرة/ ١٧٩] . ثم قال تعالى: وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ [الآية ١٩٤] . ثم ذكر قتل الخطأ والنسيان في النساء فقال تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء/ ٩٢] . وزاد تفصيل القصاص فيما ساقه المؤلف في الآية ٣٢ من المائدة. ثم فصل أحكام القصاص في قوله تعالى: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ [الآية ٤٥] . وهذا تدرج بديع يدل على إحكام الترتيب والتلاحم.