عرفت سورة التوبة من العهد الأول للإسلام بجملة أسماء، تدل بمجموعها على ما اشتملت عليه من المبادئ والمعاني، التي يجب مراعاتها في معاملة الطوائف كلها، مؤمنهم ومنافقهم، وكتابيّهم ومشركهم.
وأشهر هذه الأسماء «سورة التوبة» ، وهو يشير إلى ما تضمنته السورة من تسجيل توبة الله، وتمام رضوانه على المؤمنين الصادقين، الذين أخلصوا في مناصرة الدعوة، وصدقوا في الجهاد مع النبي (ص) ، حتى وصل بهم إلى الغاية المرجوّة، وذلك في قوله تعالى:
ولا ريب في أن تسجيل هذه التوبة للمؤمنين- بعد أن كابدوا الجهد والمشقات في سبيل نصرة الحق- لما يقوّي روح الإيمان في قلوبهم، ويبعد بهم عن مزالق المخالفة، أو التقصير.
وقد تخلّف ثلاثة من المسلمين عن الاشتراك في الجهاد، ولم يسهموا في
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمد شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.