قال تعالى: كُلٌّ يَجْرِي [الآية ٢] يعني كلّه كما تقول «كلّ منطلق» أي:
كلّهم.
وقال تعالى: رَواسِيَ [الآية ٣] فواحدتها «راسية» .
وقال تعالى: أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [الآية ٥] . وفي موضع آخر: أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦٧)[النمل] فالآخر هو الذي وقع عليه الاستفهام والأول حرف، كما تقول «أيوم الجمعة زيد منطلق» . ومن أوقع استفهاما آخر جعل قوله تعالى:
أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً [المؤمنون/ ٨٢، والصافّات/ ١٦ و ٥٣، وق/ ٣، والواقعة/ ٤٧] ظرفا لشيء مذكور قبله، ثم جعل هذا الذي استفهم عنه استفهاما آخر، وهذا بعيد. وإن شئت لم تجعل في (أإذا) استفهاما وجعلت الاستفهام في اللفظ على (أإنّا) ، كأنك قلت «يوم الجمعة أعبد الله منطلق» وأضمرت فيه. فهذا موضع قد ابتدأت فيه (إذا) وليس بكثير في الكلام. ولو قلت «اليوم إنّ عبد الله منطلق» لم يحسن وهو جائز. وقد قالت العرب «ما علمت إنّه لصالح» يريد: إنّه لصالح ما علمت.
وقال تعالى: مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (١٠) فقوله سبحانه:
مُسْتَخْفٍ أي: ظاهر. و (السارب) :
المتواري.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب، بيروت، غير مؤرّخ. [.....]