نزلت سورة إبراهيم بعد سورة نوح، وهي من السور التي نزلت بمكّة بعد الإسراء، فيكون نزولها مثلها بعد الإسراء وقبيل الهجرة، وعلى هذا تكون من السور المكّيّة. وقيل إنها من السور المدنيّة، وقد قال الإمام فخر الدين الرازي: اعلم أن الكلام في أن هذه السورة مكية أو مدنية طريقه الآحاد، ومتى لم يكن في السورة ما يتصل بالأحكام الشرعية فنزولها بمكة والمدينة سواء. إنما يختلف الغرض في ذلك إذا حصل فيه ناسخ ومنسوخ، فيكون فيه فائدة عظيمة.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لذكر قصة إبراهيم (ع) بمكة فيها، وتبلغ آياتها اثنتين وخمسين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
يقصد من هذه السورة بيان الغرض من نزول القرآن، وهو هداية الناس بالترغيب في الثواب والترهيب من العقاب. وقد افتتحت هذه السورة ببيان هذا الغرض، ثم انتقل من هذا إلى بيان موافقة القرآن للكتب المنزلة قبله في هذا الغرض، ثم انتقل من هذا إلى تحذير مشركي مكة من تكذيبه بما حصل للمكذّبين قبلهم وبهذا ينقسم سياق هذه السورة إلى هذه الأقسام الثلاثة.
وقد جعلت بعد سورة الرّعد لأنها
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.