سورة «الماعون» سورة مكّيّة باياتها الثلاث الأولى، ومدنية بالآيات الأخر، وهي أربع آيات نزلت بعد سورة «التكاثر» .
وهي سورة ذات معنى أصيل في الشريعة، تعالج حقيقة ضخمة مضمونها: أنّ هذا الدين ليس مظاهر وطقوسا، ولكنه عقيدة صادقة، ويقين ثابت، وإخلاص لله. ويتمثّل هذا اليقين بسلوك نافع، وحياة مستقيمة.
كما أن هذا الدين ليس أجزاء وتفاريق موزّعة منفصلة، وإنما هو منهج متكامل، تتعاون عباداته وشعائره في تحقيق الخير للفرد والجماعة.
[مفردات السورة]
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) :
الخطاب موجّه للنبيّ ابتداء، والمراد بالدّين الحساب والجزاء.
يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) : يظلمه ويمنعه حقّه، أو يزجره وينهره لو قصده لعون أو مساعدة.
يَحُضُّ: الحضّ هو الحثّ على الشيء والترغيب فيه بشدّة.
فَوَيْلٌ: الويل الهلاك والعذاب، وقيل اسم لواد في جهنّم شديد العذاب.
الْماعُونَ (٧) : المراد بالماعون الزكاة، ومن معانيه المعروف والماء، وكل ما ينتفع به، أو كل مستعار بين
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.