للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أساطير الأولين، وأجاب عنه بتهديدهم، بأنهم يحملون به أوزارهم، وبعض أوزار الذين يضلّونهم بغير علم، ثم ذكر أنّ المكذّبين من الأولين، قد مكروا بمثل ما يمكرون به في القرآن، فأبطل مكرهم وأهلكهم، ثم يوم القيامة يخزيهم ويسألهم أين شركاؤهم الذين كانوا يخاصمون بالطعن في القرآن من أجلهم؟ فيجيب الذين أوتوا العلم من الملائكة، أو المؤمنين، بأنّ الخزي اليوم والسوء عليهم، فلا يمكنهم أن يجيبوا من خزيهم، ثم ذمّهم بأنهم يموتون ظالمي أنفسهم بشركهم، فلا يجدون إلا أن يلقوا السّلم، وينكروا ما عملوا من سوء، فيرد عليهم بأنه عليم بما كانوا يعملون، ويأمرهم أن يدخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها، وبئس مثواها لهم.

ثم ذكر أن المؤمنين، إذا سئلوا عن القرآن، أجابوا بأنه خير للناس، وأنه سيجازيهم على هذه الحسنة بمثلها في الدنيا، وبخير منها في الاخرة، فيدخلون جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار، لهم فيها ما يشاءون ممّا تشتهيه أنفسهم. وكذلك يجزي الله المتّقين هذا الجزاء الحسن، ثم مدحهم بأنّ الملائكة يتوفّونهم طيّبين، فيتلقّونهم بالسلام، ويأمرونهم بدخول الجنة، جزاء لهم بما كانوا يعملون.

ثم هدّد المكذّبين بأنهم لا ينتظرون بتكذيبهم، إلّا أن تأتيهم الملائكة، أو يأتيهم أمره بهلاكهم. كما أهلك من فعل من الأولين مثل فعلهم، وما ظلمهم بهذا، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٤) .

عود الى إبطال شركهم الآيات [٣٥- ٣٧]

ثم قال تعالى وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٣٥) فذكر أنهم استدلوا على شركهم، بأنه وقع بإرادته ومشيئته، وهو لا يشاء إلّا ما يرضاه وردّ عليهم بأن المشركين قبلهم فعلوا مثل فعلهم، فلم يمنع ما نزل من عذابه لهم، وليس على الرسل إلّا ان يبلغوا من أرسلوا إليهم، فإذا بلغوهم زال بهذا عذرهم ثم ذكر أن