نزلت سورة الإسراء بعد سورة القصص، وقد كانت حادثة الإسراء في السنة الحادية عشرة للبعثة، فيكون نزول سورة الإسراء في هذه السنة.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لابتدائها بقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى. وتبلغ آياتها إحدى عشرة ومائة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة ثلاثة أمور:
أولها: إثبات حادثة الإسراء، وقد كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فاستدعى هذا بيان فضل هذا المسجد، وذكر بعض من أخبار أهله. وثانيها: الموازنة بين كتابي المسجدين، القرآن والتوراة وقد استدعى هذا، ذكر بعض ما أتى به القرآن من الحكم والمواعظ. وثالثها:
بيان حكمة الإسراء من اختبار الناس به. وقد عاد السّياق، بعد هذا، إلى بيان فضل القرآن، فانتهى به الكلام في هذه السورة.
وقد ذكرت سورة الإسراء بعد سورة النحل، لأن الإسراء كان رمزا للهجرة إلى المدينة، وكان في الهجرة إليها تحقيق ما أنذروا به، من قرب عذابهم في أول سورة النحل.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.