سورة يوسف سورة مكّيّة كلّها، وآياتها مائة وإحدى عشرة آية فقط، وقيل إن الآيات الثلاث الأولى مدنيّات، وهو رأي ضعيف، لأن السورة كلّها قصة واحدة.
ومن العجائب أن يذكر هذا الاستثناء في المصحف المطبوع في مصر، ويزاد عليه الآية السابعة، قال السيوطي في الإتقان وهو رأي واه جدّا، فلا يلتفت إليه.
وحين نستعرض سورة يوسف، نجد أنها سورة فريدة من نوعها من بين سور القرآن الكريم.
فهناك قصص متعدد مبثوث في ثنايا سور القرآن، لكن القرآن كان يكتفي أحيانا بذكر حلقة أو حلقات محدودة من القصة، كحلقة قصة مولد عيسى، أو حلقة قصة نوح والطوفان، لأن هذه الحلقات تفي بالمقصود منها.
أما قصة يوسف، فتقتضي أن تتلى كلها متوالية الحلقات والمشاهد، من بدئها إلى نهايتها، وصدق الله العظيم، إذ قال: